الصباغ للمعلوميات

مقدمة :

شهد العالم أواخر القرن 91 وبداية القرن 02 ثورة علمية وتكنولوجية تعددت مظاهرها وعواملها ونتائجها.

• فما هي مظاهر الثورة العلمية والتكنولوجية في القرن 02 م؟
• وما هي عواملها المفسرة؟
• وما أهم نتائجها؟

المقطع الأول: مظاهر الثورة العلمية والتكنولوجية في القرن 02 م :

أولا: تطور العلوم :

الرياضيات:

قامت عدة أبحاث في الرياضيات توصلت إلى بناء نظرية هندسية جديدة، عرفت بالهندسة اللاإقليدية، ترتكز على فرضيات دون اعتبار لصدقها أو عدمه، وبذلك تأسست الرياضيات المعاصرة والرياضيات التطبيقية .

الفيزياء:

كان يعتمد على قوانين حتمية منذ قانون الجاذبية الكونية لنيوتن الذي رأى أن الكون محكوم بقوانين الجاذبية وأن الزمن والمكان عامين ومطلقين، قبل أن ينتقدها أينشتاين ويبدع نظرية النسبية التي أضافت لقانون الجاذبية دور الفراغ في التمدد وأن الزمن والمكان نسبيين، وماكس بلانك صاحب نظرية الكوانتم إضافة إلى استعمال الانابيب المفرغة لتضخيم التيار الكهربائي اكتشاف الترانزيستور وتطور المجال الإلكتروني والروبتيك والمعلوميات والطاقة النووية...

البيولوجيا:

أكتشف عالم النباتات النمساوي “منديل” قوانين الوراثة وانتقال الصفات، وسماها عالم النبات الدنماركي “يوهانس” الجينات، مما دفع علماء ق 91 م إلى دراسة التركيب الداخلي لأنسجة الجينات، فظهرت البيولوجيا الخلوية، واكتشف العلماء بفضل المجهر الإلكتروني “A.D.N” ، ثم اكتشفت بنيته ودوره في تركيب البروتين المسؤول عن تشكيل الصفات الوراثية .

ثانيا: التطور التكنولوجي:

النقل:

فقد شهدت وسائل النقل المختلفة تطورا مهما طيلة القرن 02 م، على مستوى الشكل والسرعة والحمولة والطاقة ومواد التصنيع.

الاتصال:

تطورت وسائل الاتصال بشكل كبير مع بروز وسائل الاتصال السلكي واللاسلكي والوسائط السمعية والبصرية وتطور الأجهزة الإلكترونية مع اختراعات وتطورات مهمة في الهاتف، التلفاز، الفاكس، الأقمار الاصطناعية والانترنيت …

الصحة:

شهدت تطورا ملموسا، من قبيل التخصيب الاصطناعي والجراحة بالليزر والأدوية البيولوجية أوالمستنسخة أو المعدة وراثيا والمضادات الحيوية واللقاحات وزراعة الأعضاء العضوية أو الآلية وتقدم الأبحاث في مجال الخلايا الجذعية والخريطة الوراثية وخرائط الدماغ والأعضاء الميكانيكية المحاكية للأعضاء الحيوية...

الفلاحة:

يبرز تطورها في المكننة والمخصبات الزراعية والأغذية المعدلة وراثيا وتقنيات الري العصرية وتفجير السحب والأمطار الاصطناعية والأدوية والأسمدة سواء العضوية أو الكيماوية وكذا تقنيات الزراعة من دون التربة...

الصناعة:

استعمال الروبوتيك والتوصل إلى استغلال الطاقة البديلة وصناعات ذات تكنولوجيا عالية وتطوير صناعات أليفة بالبيئة وإنتاج منتوجات جيدة بتكاليف أقل وتطور مهم على مستوى تقنيات وأساليب التصنيع وسرعته وشكله وطاقته...

المقطع الثاني: العوامل المفسرة للثورة العلمية والتكنولوجية :

تتجلى أهم العوامل المتحكمة في الثورة العلمية والتكنولوجية في :

اليد العاملة:

بحيث توفرت يد عاملة نشيطة ومؤهلة بتكوين علمي ومهني قوي ومهم من مهندسين وخبراء وباحثين وأطر، كما تزايد عددها بشكل ملفت بالنظر لتعدد الجامعات ومراكز التكوين والبحث العلمي.

السوق الاستهلاكية:

يدفع الطلب المتزايد على الأجهزة والآلات الإلكترونية في مختلف المجالات إلى الضغط على المنتجين للرفع من وثيرة الإنتاج ومواكبة متطلبات السوق وتلبية حاجيات المستهلكين.

العامل التنظيمي:

ساهم النظام الرأسمالي الليبرالي ومختلف أشكال التركيز الرأسمالي وعمليات الاندماج والتكثل الاقتصادي والترابط بين القطاعات الاقتصادية والمؤسسات البحثية والعلمية في تحقيق ثورة علمية وتكنولوجية بفعل المنافسة وتشجيع المبادرة الحرة والبحث عن الربح.

تمويل البحث العلمي:

تعمل الدول المتقدمة على تمويل البحث العلمي والتقني وتخريج المهندسين والأطر التقنية والخبراء والباحثين في إطار المنافسة الاقتصادية بينها فاليابان مثلا صرفت في سنة 0222 م على البحث العلمي نسبة 8.93 % من ناتجها الداخلي الإجمالي، وكوريا نسبة 8%، والولايات المتحدة الأمريكية 0.. نسبة 3

المقطع الثالث: خلفت الثورة العلمية والتكنولوجية للقرن 02 عدة نتائج:

نتائج إيجابية:

ساعدت المكننة وثورة الاتصال ووسائل النقل والطاقة على تطور الإنتاج الفلاحي والصناعي وتطور التجارة والخدمات، وتطور الطب وصناعة الأدوية واللقاحات، وتناقص الوفيات وتزايد الولادات وتراجع حالات الجوع والوباء، كما تحسن مستوى العيش...

نتائج سلبية:

كالاحتباس الحراري والتلوث والأمطار الحمضية والانقراضات وتدهور الموارد الطبيعية واستنزافها، إضافة إلى انتشار الأمراض الفتاكة مثل السرطان والسل والسمنة والقلب نتيجة التعديل الوراثي للمنتوجات الغذائية والتلوث واعتماد المبيدات والأسمدة الكيماوية إلى جانب صناعة أسلحة خطيرة سواء الكيماوية أو البيولوجية أو النووية وتنامي التفاوت بين دول الشمال والجنوب والمدن والقرى ما أفرز اتجاهات مختلفة من الهجرة سواء القروية أو السرية أو هجرة الأدمغة...

خاتمة :

شهد العالم قفزة نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا أثمرت إيجابيات متعددة لكنها في نفس الوقت
أفرزت مشاكل وتحديات خطيرة